الملك محمد السادس قائدنا الأعلى و الله_الوطن_الملك شعارنا، والدفاع عن المصالح العليا للمملكة واجبنا.
المملكة المغربية : سياسيين، مفكرين، رجال الدين، و إعلاميين، إنتهى زمن إزدواجية المعايير، الجميع مطالب بمواكبة المتغييرات، لإيجاد مكانة تليق بنا في الخارطة الجديدة للعالم التي ترسم معالمها عبر الحرب بين روسيا و أوكرانيا، حرب يدير رحاها صناع الخرائط قبل الجنود على الأرض.
مواقع المملكة المغربية
الرباط في 02 يونيو 2022م.
يا شعب أمتنا العظيم، عندما نتابع نوع النقاشات التي تخوض فيها غالبية الشعوب العربية، سواء على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي، أو عبر البرامج التلفزية، نشعر بأننا أمام شعوب غالبيتها مغيبة عن الواقع، و مثقفين و نخب سياسية تبحث عن مصالحها الخاصة، و رجال دين غالبيتهم يسعى لجر الدول العربية و الإسلامية للعيش خارج سياق التاريخ، فهل تعلم هذه الشعوب أنها قد تدفع ثمن تخلفها غاليا، هل يعلم غالبية الحكام العرب أن الاستقرار أصبح رهين بالتقدم و التنمية و الديمقراطية، لهذا حان الوقت لينهض الجميع من سباتهم العميق، سياسيين، مثقفين، رجال دين، و شعوب، لإنقاد أنفسهم قبل أن تدهسهم عجلة التقدم، فلم يعد هناك مكانة للضعفاء، لقد أصبحنا نعيش حروبا إستباقية للسيطرة على العقول قبل الثروات، حروب إعلامية، إيديولوجية، صناعة للفكر،...لهذا لا يجب أن تصدق الشعوب كلما تسمع أو تشاهد، ما تسمع قد يكون كذبا، و ما تشاهد قد يكون مسرحية، و هذا ما أصبحنا نعيشه هذه العقود الأخيرة في ظل النظام العالمي الجديد، و طبعا الحرب الروسية الأوكرانية مثلها مثل الربيع العربي، صراعات جيوسياسية بين القوى العظمى، أمريكا و روسيا، أما أوروبا فإنها و إن كانت ضمن نادي القوى العظمى، لكنها بالنسبة لأمريكا و روسيا مجرد دول تابعة، و إن كانت بالنسبة للدول العربية الإسلامية مسيرة للعديد منها في الكواليس و تتحكم في قراراتها، فإذا كانت الحرب على الأرض بين الجيوش، فإن أخطر الحروب بين أجهزة المخابرات العامة لهذه الدول، أجهزة باتت تستعمل العديد من القنوات الفضائية العربية و الدولية، تستعمل صحافيين مشهورين كما تستعمل محللين سياسيين، حرب إعلامية لتوجيه الشعوب إلى القرارات الضاغطة التي سيقبلونها بتلقائية حينما يتخذها رؤساء دولهم، فأمريكا إن كانت تدفع بأوكرانيا إلى إمتلاك السلاح النووي لتحاصر بها روسيا، روسيا التي باتت تعلم أن أمريكا و أوروبا أصبحتا عازمتين على نزع أنيابها و إضعافها بكل الطرق، فلا نستغرب إذا ما علمنا أن بعض رؤساء الجمهوريات المنشقة عن الإتحاد السوفياتي قد يكونون مجرد عملاء تابعين لأجهزة المخابرات الأمريكية، فوالله عندما تشاهد كيف كانت أمريكا و فرنسا عبر مخابراتها تدعم المعارضة في العديد من الدول، فكما أن هناك شركات لصناعة النجوم من سينمائيين و فنانين و مغنيين...لنشر أفكار و ثقافة معينة "الغزو الثقافي"، فطبعا هناك أجهزة خاصة بإستطاعتها أن تخلق من تافه، سياسي، تم معارض، تم قائد ثورة، و بعدها رئيسا لبلاده، مسرحيات كثيرة نعيشها، عالم من الدمى البشرية المتحركة تحرك خيوطها أجهزة الدولة العظمى، و ما يعجبني في الأمر أن بعض هؤلاء الرؤساء و خلال مراحل تكوينهم يتم التواصل معهم عن طريق ضباط المخابرات الخارجية الفرنسية أو الألمانية و البريطانية، نيابة عن وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية دون تشريفهم بمقابلة المدير العام للوكالة، لهذا فإن ما سنعيشه من تداعيات الحرب في اوكرانيا، يفرض علينا أن نكون واعين بسياقها و منتبهين جدا، يجب أن لا ننساق لا مع روسيا، لا مع أوكرانيا، إنه نظام عالمي يتشكل علينا أن نكون مستعدين لكافة الإحتمالات، علينا تشكيل لجان تتبع دقيق للأحداث، تقوية جبهتنا الداخلية و تحصينها، تقوية إقتصادنا و حمايته من التداعيات الممكنة، و الأهم تحصين مكتسباتنا و حماية التماسك الإجتماعي، ظرفية إستثنائية تتطلب أن لا تتصرف الحكومة على هواها، لأن أي خطأ في التخطيط و معالجة الأزمات قد ندفع ثمنه غاليا، لهذا فإن خير ضامن للإستقرار في هذه الظرفية هو أن تأخذ المؤسسة الملكية بزمام الأمور لأنها الوحيدة التي تتوفر على الخبرات و التجارب و الكفاءات القادرة على معالجة الأمور على أرض الواقع، كما نحتاج في هذه المرحلة تحركا قويا في إتجاه محاربة الفساد و الدفع بملفات مسؤولين كبار تكون قد أشارة إلى خروقاتهم تقارير المجلس الأعلى للحسابات، إلى القضاء، نحتاج لإعلام قوي و إعلاميين و محللين سياسيين و إقتصاديين لهم مصداقية و صوت مسموع في الشارع المغربي، نحتاج لتقوية دعوات التضامن و مساعدة الفقراء للمحافظة على التماسك الإجتماعي، نحتاج إلى أن نكون جميعنا يدا واحدة في مواجهة التحديات و إنعكاسات الأزمة، نحتاج إلى أن نتجند جميعنا وراء ملك البلاد حفظه الله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس المنصور بالله، و علينا أن نفهم أن هذه الحرب ليست بين روسيا و أوكرانيا، لكنها خارطة جديدة ترسم، و علينا أن نكون في موقع قوي و مع القوي، و لا ننسى أننا أصبحنا في عالم يشتد فيه الصراع على الخيرات و الثروات الطبيعية، صراع للسيطرة على خيرات و مذخرات الشعوب الضعيفة و الفقيرة، صراع مغلف بحقوق الإنسان، بالديمقراطية، بالعدالة الإجتماعية، بحق الشعوب بتقرير المصير، بحرية التعبير و التظاهر السلمي،...لكن في الحقيقة هذه مجرد حيل و وسائل يستعملها الغرب لتهييج الشعوب و جعلها في مصادمات دائمة مع حكامها، ليسهل على الغرب التدخل سياسيا بدرائع مختلفة، طبعا كما حدث أثناء ما سمي ثورات الربيع العربي، ثورات خططت لها بإتقان و إحترافية أجهزة المخابرات الأمريكية وأوروبا لتقسيم بلدان العالم العربي الإسلامي، أمريكا و أوروبا يحتاجون للتروات الطبيعية، لأسواق يصدرون إليها منتجاتهم، و هذا لن يكون إلا بوجود دول متخلفة لا تنتج ما تستهلك، و شعوب جاهلة يمكن بسهولة التحكم في أدمغتها و توجيهها لتخريب بلدانها، و طبعا هذا ما سهل عليهم إشعال ثورات الربيع العربي، أو ما نسميه نحن"ربيع العملاء العرب"، و النتيجة تعيشها الآن شعوب عربية كثيرة، دمار، خراب، تشرد...تراجع في شتى المجالات و الميادين، إنه الجهل الذي ساهم في نشره رجال الدين الذين سيطروا على العقول بالأوهام و الخرافات، لأن الدين حينما أصبح يخدم أهدافا سياسية و مصالح أشخاص و جماعات، أصبح سببا حقيقيا لتخلف العديد من الأمم و الشعوب، و هكذا عندما أرادت أمريكا أن تقزم "إمبراطورية" الإتحاد السوفياتي، كان تجنيد ما سمي آنذاك بالمجاهدين الأفغان، بعدها ساهم الإسلام السياسي في خلق تنظيم القاعدة، و بعدها تنظيم داعش، في صراعات جيوسياسية تخدم أبعاد السياسات الأمريكية و الأوروبية لصالح أجندات الشركات المتعددة الجنسيات، ليس الإسلام السياسي وحده بل تشمل العمالة في العديد من الدول العربية الإسلامية تنظيمات و هيئات عديدة، صراع يومي و تخطيط متواصل للسيطرة على خيرات و ثرواة الدول، و فقهاء و شيوخ دين و سياسيين و إعلاميين في غالبية دول العالم العربي الإسلامي ينشرون التخلف، يخلقون نقاشات جانبية، يحدثون ضجات فارغة،...الغرض من كل هذا، أن تبقى شعوب دول العالم العربي و الإسلامي، شعوب جاهلة تستهلك ما ينتج الغرب، بل أصبحت تتصارع لتنفيد سياساته لتقسيم بلدانها، شعوب أعماها الجهل، و سياسيين و فقهاء باعوا دينهم و أوطانهم، و قوى عظمى تنعم في خيراتهم بأقل ثمن، لهذا فإننا ندعو الشعب المغربي العظيم إلى تحصين نفسه، إلى معرفة هذه الحقائق التي تطرقنا إليها، حتى يعلم أن العديد من وسائل الإعلام ما هي إلا أدوات يسيرها كراكيز لنشر سمومهم، و حفاظا على قوتنا فإن الوعي ضروري جدا لإجتياز المرحلة بنجاح، داعين الشعب المغربي العظيم إلى الإبتعاد عن تصديق ما يروج عبر وسائل التواصل الإجتماعي، عبر اليوتيوب و العديد من القنوات الفضائية، بل عليه التأكد من صحة الأخبار من الجهات المختصة و الرسمية لوطننا الحبيب، أجل يا شعب أمتنا العظيم، قبل أن تستمع إلى أشخاص لا تكوين علمي أو أكاديمي لهم، ينشرون فيديوهات و تدوينات يناقشون فيها، اللقاح، سياسة الدولة، قرارات الحكومة، يتهجمون على ثوابت و رموز المملكة، أو قبل أن تستمع إلى محللين سياسيين، أو تشاهد قنوات فضائية لدول معادية تهاجم وطنك، مثل ما تفعل الجارة الجزائر و من يدور في رحاها،...قبل أن تصدق ما تشاهد أو تقرأ و تسمع من هذه الجهة أو تلك، ننصحك بقراءة متأنية لمقالنا هذا، و لمقال سبق أن نشرناه من قبل عن كيفية إتخاذ الدولة لقراراتها، حتى تعلم أن غالبية ما تسمع مجرد أكاذيب، و ما تشاهد مجرد مسرحيات و حقائق مفبركة لتضليلك، و تعلم أن أكبر حماية لك هي الجهات الرسمية للدولة، أولا هدفها الأسمى حمايتك، ثانيا لأن بها خبراء و متخصصين في شتى المجالات، أناس ذوو مصداقية، و سوف تستوعب هذه الحقيقة حينما تقرأ بدقة و تمعن هذا المقال .
أيها الشعب المغربي العظيم، هل تعلم أن المخابرات العامة في جميع الدول المتقدمة تعمل تحت الإشراف المباشر لرئيس الدولة، فهي جهاز سيادي بإمتياز، و كما تحمي رؤساء الدول و الحكومات و الشخصيات العامة، فهي تراقبهم كذلك، فأمن الدول يسمو فوق الحصانات الممنوحة لهم، لا تتأثر بتغير الحكومات أو رؤساء الدول، و لا تتأثر بالإنقلابات، فهي تعمل على حماية هوية الدولة و ثوابتها، صيانة وحدتها و حمايتها من كل الاخطار التي قد تواجهها، أمنيا، سياسيا، إقتصاديا، صناعيا، إجتماعيا، و ثقافيا، و حماية الدولة من أي إختراق خارجي، تجسس، أعمال الإرهاب و التخريب، طبعا حماية المواطنين، ففي كل دولة هناك عدو داخلي أو خارجي ظاهر، و هناك أعداء قد يصعب كشفهم، فهذا خائن بعباءة وطني، هذا إرهابي بعباءة رجل دين يدعو للتسامح، هذا تاجر مخدرات، لوبي عقاري، تاجر سلاح، مهرب أموال، أو متهرب من دفع الضرائب...بعباءة نزهاء يحاربون الفساد، تاجر أعضاء بشرية بعباءة طبيب، جاسوس بعباءة صحفي،...طبعا لهذا وجدت المخابرات التي تستطيع وحدها كشف حقيقة من يختفي تحت هذه الأقنعة، فبالإضافة إلى توفر أجهزة المخابرات على أحدث الأجهزة التي باتت تمكنها من تتبع و تعقب أدق تحركات المجرمين و أعداء الوطن، داخليا و خارجيا، فإن هذه الأجهزة تعمل على تجنيد و إستقطاب كبار العلماء و المتخصصين في شتى المجالات، عقول و أدمغة يدرسون و يقيمون أدق تفاصيل الحياة اليومية و متغيراتها، إلى التنظير و التخطيط الدقيق و وضع خرائط لسياسات الدول مع وضع كل الإحتمالات، و طبعا وضع خطط بديلة لأي إحتمال طارئ، لأن سياسة الدول العظمى لا تخضع للمجازفات أو العبثية في التقدير، لأن المخابرات العامة هي دماغ الدولة، و سنحاول قدر المسموح به في مقالات قادمة، شرح و توضيح العديد من الأمور، و خاصة المرتبطة بكواليس الدول و صناع القرار، حتى يفهم السياسي، المثقف، الباحث، المحلل، و المواطن، ما يجعله محصنا من الأفكار الهدامة، و يخلق لذيه مناعة فكرية تجعله قادرا على حماية نفسه من التضليل و التوجيه الإعلامي الخطير الذي يمارسه أعداء الوطن، و طبعا ما يخلق منه مواطنا صالحا، يخدم بلده، و يحمي أهله و وطنه، ( سوف نحاول تبسيط الأمور و المفاهيم، لتعميم الفائدة، و في إطار محدود و مسموح به، لأن كواليس و أسرار الدول، ليست لعبة في يد أحد )، و السؤال الذي أصبح يحير الباحثين، و السياسيين، و المنتقدين بصفة عامة لسياسة دولة ما، هو لماذا ننتقد، نقترح الحلول، لكن لا تنفد دولتهم شيئا من إقتراحاتهم رغم وجاهتها و موضوعيتها ؟ و لماذا قد تجد مسؤولين فاسدين صدرت في حقهم تقارير من لجان مراقبة أو محاسبة، لكن رغم ذلك لا تتم محاسبتهم ؟، و لماذا تتم تحريك المتابعات بسرعة في حق المواطن العادي؟؟؟، أسئلة كثيرة تؤرق بال الباحثين و السياسيين غالبا، فما هو الجواب الشافي ؟، و لشرح جوانب من هذا الأمر، فإننا نثير إنتباه المواطن إلى ما هو أهم، إن قرارات الدول كما سبق أن أوضحنا في مقالات عديدة، لا تتخذ هكذا ببساطة و سطحية، بل يتم دراسة كافة الأبعاد و الجوانب، و قبل هذا التوفر على معطيات دقيقة و حساسة، توفر مختلف أجهزة الدولة، و تبعات و إنعكاسات القرار، داخليا و خارجيا،...للوهلة الأولى سوف يعتقد المواطن أن دولته تحمي الفساد و المفسدين، و سوف تجد خرجات إعلامية قوية لهذا السياسي، المعارض، المدون، و حتى المواطن البسيط، الكل ينتقد، يتسائل، الكل يريد أن يفهم، و طبعا الكل يتهم دولته بأقدح النعوت...و هنا كان من الحكمة أن نتدخل لتوضيح هذا الغموض، و شرح هذا اللبس، فهل تعلم أيها الشعب المغربي العظيم، أن الدولة تضع من أولى إهتماماتها الحفاظ على أمن الدولة، سيادتها، و إستقرارها، توفير الأمن الغدائي و الروحي، تقوية العلاقات الخارجية...و نشر الوعي، لأن بالوعي الشعبي فقط تستطيع الدولة محاكمة و محاسبة لوبيات الفساد و رموزه، و سنقدم أمثلة تؤكد ما نقول، تجد قيادي حزبي إرتكب جناية، جريمة، أو إختلاس للمال العام...تتحرك النيابة العامة في تلك الدولة لمتابعة ذلك القيادي، فماذا يحدث؟ يتحرك الحزب السياسي الذي ينتمي إليه، بجمعياته، شبيباته، و إعلامه...الكل يهدد، ينتقد، يحتج، و قد يتطور الأمر بتهديد حزب ذلك القيادي، تلك الدولة بالنزول للشارع، فهل نلوم تلك الدولة إذا تأخرت في متابعة ذلك الجاني أم نشكرها لأنها فضلت إنتظار اللحظة المناسية، بدل المخاطرة بمتابعة قضائية قد تجر البلاد إلى المجهول، قد تجد صحافي أو نقابي يضبط متلبسا بجريمة شنعاء، لكن تجد جمعيات، أحزاب سياسية، نقابيين و إعلاميين في تلك الدولة يتظاهرون مطالبين بالإفراج عنه، و ملمحين إلا أن محاكمته ستكون لها عواقب وخيمة...فمن نلوم حينها، تلك الدولة أم من يقفون ضد تطبيق العدالة؟، هل تدخل تلك الدولة في مواجهات غير محمدوة العواقب مع كل تلك التنظيمات و تجر تلك البلاد إلى المجهول، أم تتعقل و تنتظر اللحظة المناسبة؟، و هل تعلمون ما هي تلك اللحظة المناسبة؟ إنها عندما يصبح الشعب واعيا تماما بمن يعرقل الإصلاح، حينما يقف الشعب بوعيه ضد الأحزاب السياسية و التنظيمات التي شكلت لوبيات لحماية المفسدين،...فليست هناك دولة تتستر على المجرمين، بقدر ما هناك دول تؤجل متابعات لتحافظ على إستقرارها و أمن شعوبها، و الكارثة العظمى، عندما تقترب الإنتخابات في دولة ما، و يتحرك مدونين و إعلاميين لإنتقاد مسؤول حزبي معين، ليس لأنهم يحاربون الفساد، ليس لأن لديهم غيرة على وطنهم، لكن ببساطة، لأن هناك حزب سياسي منافس له، يريد القضاء على منافسه بهذه الطريقة الحربائية المغلفة من قبل مدونين، بفضح الفساد و رموزه،...السياسة بحر عميق، ليس فيها خطاب بريء، بقدر ما هي مثل عسل حر مدهون بسم زعاف، و لهذا نلتمس منك أيها الشعب المغربي العظيم، أن تفهم اللعبة جيدا، حتى تعلم بأن هناك حروب سياسية بواجهات إعلامية، ظاهرها فضح الفساد، و باطنها حماية فاسدين منافسين له، و من يصدق ما يروج منها يكون وحده الضحية، ما يجعلنا ننصحك بأن تضع كامل ثقتك في ما تتخذه دولتك من قرارات، و مهما إنتقدها البعض، تأكد بأنها أفضل بكثير مما يوهمك به المنتقدين...
أيها الشعب المغربي العظيم، إن معرفة الحقائق عن الأحداث و الأشخاص، تجعلك أكثر قدرة على حماية نفسك، و ثق بأن دولتك تتوفر على خبراء و أجهزة تستحق منك كل تقدير، و هذا هو سر تقدم الدول العظمى، لأن المواطن فيها فهم كيف تدار اللعبة السياسية، فساهم فيها، و إعلم أن السياسيين، المثقفين، طلاب الجامعات...رجال أعمال، يتسابقون سرا في أمريكا و بريطانيا و فرنسا، و غالبية الدول العظمى لتقديم خدماتهم لأجهزة المخابرات العامة في دولهم، كما نرى محللين سياسيين و إعلاميين يساهمون في توجيه الرأي العام بغالبية هذه الدول لما يخدم توجيهات مخابرات بلدانهم، و قد تجدهم يتقنون العربية الفصحى و يطلون عليك من قناة عربية، و بشكل مقنع يجعلك أيها العربي تصدق و تقتنع بما يقدمون لك من تحليلات تخدم أجنداتهم دون أن تشعر، هل تعلم لماذا؟ لأن المخابرات العامة تعني فكر دولة و سياستها و ثوابتها، فحينما يخدمها هذا المفكر أو الإعلامي أو السياسي، سبب فخره أنه يعلم أنه يخدم وطنه، لأنه يعي جيدا بأن المخابرات العامة قبل أن تكون لحفظ الأمن الداخلي و الخارجي للدولة، و محاربة الإرهاب، الجريمة العابرة للحدود، تبييض و تهريب الأموال و الآثار و الوثائق، مكافحة التجسس، حماية الشخصيات السياسية، المنشآت الحيوية للدولة و الشخصيات العمومية، و أسرار الإقتصاد، الإختراعات المدنية، العسكرية، و أسرار الدولة...فهي كذلك جهاز يضم كبار العلماء و المختصين في علم النفس، الإجتماع، العلوم السياسية، العلوم الإقتصادية...و يعمل على الحفاظ على هوية الدولة، ثقافة، عمران، فكر...و كذلك العمل على دراسات دقيقة لكل المتغيرات و مناحي الحياة داخل الدولة و للدول الأخرى...و صناعة الخرائط السياسية و الجيوستراتيجية لما يخدم أمنهم القومي، و قد وصلوا في الدول العظمى إلى السيطرة و التحكم في سياسيين، إعلاميين، رجال دين...حيث إستخدموا جلهم للقيام بثوراة الربيع العربي سنة 2011م، التي كانت تهدف إلى جعل هذه الدول تعمها الفوضى لتقسم و يتم السيطرة على ثرواتها ( و هذا ما نشهده في العديد من الدول التي عرفت هذه الفتن، المدعومة إعلاميا تحت غطاء الديمقراطية )،
طبعا ليس لهذه الأجهزة عداوة أو صداقة مع أي دولة، بل أجهزة المخابرات العامة تتعامل مع أجهزة الدول الأخرى مهما كانت العداوات و النزاعات السياسية و العسكرية، و كمثال، مند سنة 2011م و ما رافق ذلك من فتن و حروب في الدول العربية الإسلامية، فإن زيارات المخابرات الأمريكية و بعض الدول العربية للسجون السورية لإستجواب مواطني دولهم الذين إعتقلهم الجيش السوري في حربه ضد داعش، حيث كانوا يحاربون في صفوف هذا التنظيم الإرهابي، و التعرف عليهم لمنع عمليات محتملة قبل وقوعها، و رغم أن هذه المخابرات تنتمي لدول تشن حربا و عدوانا على سوريا، لكن سياسة المخابرات العامة تسير في إتجاه آخر، إنه صراع عقول مضادة و متضادة،...و قد وصلوا إلى صناعة الفكر و القدرة على توجيه الشارع و ما تفرزه صناديق الإقتراع في بعض الدول العظمى لما يخدم مصلحة أمنها القومي، بل وصلت المخابرات العسكرية الخاصة ببعض الدول العظمى(...) مثلا إلى القدرة على تنويم الأشخاص و دفعهم للقيام بعمليات خاصة بدقة بشحن عقلهم الباطني بما يريدون،...كما يعملون على حماية ثوابت الدول،...حديثنا عن هذه الأجهزة جعلني أتذكر والدي رحمه الله، ذلك أنه عندما كنا صغارا كان والدي رحمه الله يقول لنا أن الدولة التي لا تكون لها جيوش و أجهزة قوية، لن تستطيع ضمان الإستقرار في المستقبل، و الأمر الثاني كان رحمه الله يقول لنا أن العلاقات الدولية و خاصة بيننا و بين أمريكا و فرنسا مهمة جدا لبلدنا، ( حديث والدي خاصة عن قوة العلاقة التاريخية بين أمريكا و المغرب، فهمته أكثر حينما إعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، ما جعلني أقف إجلالا و تقديرا للمؤسسة الملكية التي تتعامل بحكمة كبيرة جدا و سياسة غاية في الدقة و رسم للأهداف، لما يخدم مصلحة وطننا، و أحمد الله أنني كنت من المدافعين دائما عن تقوية العلاقات بين أمريكا و المغرب، كما كنت حريص جدا على الدفاع عن تقوية الروابط بين المغاربة اليهود ببلدهم المملكة المغربية، لعلمي أنهم مخلصين جدا للوطن، و مدافعين بقوة عن ثوابت المملكة في المحافل الدولية...)
)، و لهذا كان رحمه الله يرى أنه لا خوف على المملكة المغربية، لأن ملوكنا العظماء كانت لهم نظرة مستقبلية جعلتهم يستبقون الزمن لتقوية مؤسسة القوات المسلحة الملكية و أجهزة الإستخبارات، آجل فحكمة والدنا جميعا الحسن الثاني قدس الله روحه و رضي الله تعالى عنه و أرضاه، جعلته يكلف ولي العهد آنذاك محمد السادس، بمهام جسيمة في مؤسسة الجيش، و منها المنسق العام لمكاتب و مصالح القوات المسلحة الملكية، كما خضع جلالته و هو ولي العهد لتكوين عسكري دقيق بمعنى الكلمة، جعله يستحق عن جدارة رتبه العسكرية و يحظى بإحترام كل الضباط في مؤسسة الجيش و الأجهزة الإستخباراتية، حيث تكون جلالته حفظه الله، على يد خبراء عالميين في مجالات متعددة، تكوين جعله يعلم أن الدولة التي لا تمتلك جهاز مخابرات قوي و جيش مدرب و مسلح...هي دولة غير قادرة على ضمان الإستقرار، كما لن تستطيع ضمان كرامة أبناءها، ربما لا يعلم الكثير أن أول دولة عربية بها جهاز مخابرات عامة، هي المغرب، بل أكاد أجزم أن ماعدا مصر و الأردن اللتان تمتلكان جهاز مخابرات مدرب نوعا ما، فإن باقي الدول العرببة و الإسلامية، تمتلك فقط أجهزة إستخبارات، و الفرق كبير. ربما للأسف حتى بعض الجامعيين و المحللين السياسيين لا زالوا يخلطون بين الإستخبارات و المخابرات في أبعادها، (الإستخبارات المدنية و العسكرية هي جزء مهم من جهاز المخابرات العامة في الدول العظمى، و هي من توفر المعلومات و الأبحاث و المعطيات الأساسية التي تبني عليها المخابرات العامة الدراسات و الخطط و سياسات الدول...قد نحاول توضيح الأمر قليلا في المستقبل إن شآء الله تعالى...فقط ليفهم المهتمون و المحللون بعض النقط، لا غير ) فما حدث من فتنة ربيع العملاء العرب مند سنة 2011م، و الخراب و الدمار الذي لحق جل الدول العرببة و الإسلامية، سببه أن هذه الدول لا تمتلك أجهزة مخابرات، بل مجرد إستخبارات، و للأسف قد تجد بعض هذه الدول نفسها تعطيها رسميا صفة مخابرات عامة، بل أن إسرائيل و عدد اليهود في العالم أجمع لا يتجاوز 10 مليون، لكن إستطاع قادتها عن جدارة -حكم العالم- من تحت الطاولة، و قلب أنظمة حكم كثيرة في العالم، بل و تحريك العديد من الشعوب العربية و جعلها تخرب بلدانها لصالح الشركات المتعددة الجنسيات، لسبب بسيط أن إسرائيل تتوفر على أقوى جهاز مخابرات في العالم، و نفس الأمر بالنسبة لأمريكا و بريطانيا و فرنسا...إن بدون أجهزة الجيش و أجهزة الإستخبارات و المخابرات العامة، لن تستطيع أية دولة ضمان أمنها أو حماية إقتصادها و لا ضمان إستقلالية قضاءها و لا قراراتها و لا سيادتها...و لهذا علينا أن نفتخر حقا، بأن ملكنا المنصور بالله و بفضل المجهودات الجبارة التي قام بها في تطوير و عصرنة قوات الجيش و الأجهزة الإستخباراتية و المخابرات العامة، إستطاع ضمان الإستقرار بهذا الوطن الغالي، و جعل أمريكا و بريطانيا و فرنسا...تشيد بما تقوم به المخابرات المغربية في مجال محاربة الإرهاب عالميا، و الجريمة العابرة للحدود و مكافحة تهريب المخدرات، كما تشيد بمهام القوات المسلحة الملكية في حفظ السلم و الأمن بالعالم عبر تجريداتها في صفوف القوات التابعة للأمم المتحدة...كل هذا بفضل ما قام و يقوم به، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، القائد الأعلى و رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
أيها الشعب المغربي العظيم، و هنا يجب أن لا ننسى بأن هناك خيرة من شباب الوطن، يحافظون على أمن الدولة و سيادتها، وطنيين صادقين يعملون بجانب جلالة الملك محمد السادس المنصور بالله، و يجسدون النزاهة والشفافية و التضحية و حب الوطن، و نخص بالذكر الإخوة الكرام بالديوان الملكي، السادة، فؤاد عالي الهمة، محمد رشدي الشرايبي، محمد منير الماجيدي، محمد معتصم، أندري أزولاي، سيدي محمد العلوي، الحاجب الملكي، عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، عبد اللطيف الحموشي، محمد ياسين المنصوري، عبد الحق الخيام، الدكتور محمد عبد النباوي، الأستاذة زينب العدوي، الأستاذ مولاي الحسن الداكي، رئيس النيابة العامة، الجنرال الفاروق بلخير، الحنرال عبد الفتاح الوراق، الجنرال محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، و باقي الإخوة الكرام، السادة مستشارو جلالة الملك، و مديرو و أعضاء الدواوين الملكية مدنيين و عسكريين، العاملين بتضحية و نكران للذات بجانب جلالته حفظه الله.
مواقع المملكة المغربية
خديم الأعتاب الشريفة
إمضاء :
الشريف مولاي عبد الله بوسكروي.
قام بإعادة نشر مقال الشريف مولاي عبد الله بوسكروي، الدكتورة سارة كوهين نيابة عن الجالية المغربية اليهودية الملتحقة بمواقعنا في كل من أوروبا و أمريكا، و الأستاذ محمد أمين علوي إلى جانب كل الأعضاء و الأصدقاء و الوطنيين الشرفاء المتطوعين لنشر مقالاتنا و نداءاتنا الوطنية، و الدكتورة عزيزة الطيبي و الأستاذ محمد نواري و الأستاذ عزيز فطامي و الأستاذ أحمد فاضل و الأستاذ المفكر و الكاتب الصحفي محمد الزايدي و الأستاذ محمد أمين علوي و الأستاذ يوسف الإدريسي علمي و الأستاذ عبد العزيز الزكراوي و الأستاذ مصطفى خطاب المغربي و الشريف مولاي إبراهيم محنش و الأستاذ زهير شمالي و الأستاذ محمد لكطيف و الأستاذ عبد الرزاق العمراوي و الأستاذ عبد العالي و الأستاذ عبد المجيد قبايلي و الأستاذ أحمد بقالي الأستاذة فايزة الإدريسي علمي و الأخوات الفاضلات فوزية لوكيلي و الشريفة إكرام ياسين و فاطمة نصفي ونور الهدى و الماجيدي السعدية... و باقي الأخوات و الإخوة الكرام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الملك محمد السادس قائدنا الأعلى و الله_الوطن_الملك شعارنا، والدفاع عن المصالح العليا للمملكة واجبنا.