الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

المملكة المغربية : الصحراء المغربية في ذكراها الأربع و الأربعين .

الملك محمد السادس قائدنا الأعلى و الله_الوطن_الملك شعارنا، والدفاع عن المصالح العليا للمملكة واجبنا.
المملكة المغربية : الصحراء المغربية في ذكراها
 الأربع و الأربعين .

مواقع المملكة المغربية 
الرباط في 23 أكتوبر 2019م.
بقلم الدكتورة عزيزة الطيبي 

ملوك كرام بصموا التاريخ بإنجازات عملاقة على أرض المملكة المغربية والناظر لسنوات حكمهم يؤكد أنهم مكملين لبعضهم البعض في بناء المجتمع المغربي العريق وتوحيد الصفوف، وأن ما يجعل من أرض المغرب الحرة أرض السلم والسلام، وأكثر استقرارا وتهنأ في أمن واطمئنان، هو التلاحم بين العرش والشعب.
قريبا بإذن الله سوف تحل علينا ذكرى تاريخية عاشت فيها المملكة المغربية شعبا وعرشا مرحلة نقشت على صفحات التاريخ، إنها استرجاع الصحراء المغربية إلى أرض الوطن، والتي زكتها إلى يومنا هذا إنجازات تاريخية طيلة السنوات التي استمرت منذ عهد الحسن الثاني طيب الله ثراه، الى يومنا هذا على يد ملك البلاد محمد السادس نصره الله وأيده.
وفي غمرة الإحتفال بهاته الذكرى العظيمة 1975 – 2019، اتشرف  أصالة عن نفسي ونيابة عن كل من يحب هذا الوطن العظيم،  بتقديم أصدق عبارات التهاني وأطيب الأماني المشفوعة بخالص الحب والولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأعز شأنه ومقامه، وأن يحفظه ويحفظ صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة ، معتبرة أن هذه المناسبة ذكرى وملحمة مجيدة وصلة وصل بين أفراد الشعب المغربي، ومناسبة للتعبير عن مدى تشبث المغاربة بوطنهم وملكهم ومدى تشبت الصحراء بمغربتيها.
وهي مناسبة لنقدم لكافة أفراد الشعب المغربي اطيب المتمنيات، راجين من العلي القدير أن ينعم على بلادنا بمزيد من التقدم والطمأنينة والاستقرار.
نعم، ومن لا يعرف الصحراء المغربية؟ تلك الأرض الطيبة، التي شكلت خلال حقبة من الزمن، طال عليها الأمد وكانت ولا زالت سببا في توتر العلاقات بين الأشقاء والجيران في زمن أصبح فيه مثل هذا الخلاف لا يتحمله الواقع.
ففي مثل هاته الأيام، تعود بنا الذاكرة إلى قضية الصحراء المغربية، وتعود إلى الظهور لتستحوذ على قدر من الاهتمام السياسي والإعلامي على مسرح الحياة مجددا.
كيف لا وهو التاريخ الذي يسجل تلك اللحظات المميزة التي تم  بعون الله استرجاع المغرب لصحرائه، حيث تم خلالها جمع شمل المغاربة بينهم لتضل تلك الفترة مطبوعة في صفحات التاريخ، صفحات كتبت من ذهب، حيث التزم فيها وبكل تلقائية كل المغاربة للتلاحم والتعاون من جديد، والعمل على حماية أرض الوطن، وبناء مغرب موحد بعد تفرقة فرضت على المغاربة فوق أرض واحدة.
حقبة من الزمن، تلك التي سجلت تأييد كل دول العالم لتلك العبقرية وذلك الذكاء الذي تم بواسطته استرجاع جزء من تراب أرض الوطن دون حرب ولا اعتداء، بل كان الافتخار والاعتزاز والفرحة  لكل المغاربة الذين شاركوا في مسيرة سلمية انبهر لها الجميع وصفقوا لسميتها،  حيث كانوا فيها متطوعين وراغبين في عودة الصحراء المغربية، مسيرة خضراء سلمية وموحدة، مفادها أن المغاربة يد واحدة وراء قائد البلاد على أساس أن الله معنا ما دام الحق حقنا.
مرت سنوات عن المسيرة الخضراء وبقيت قضية الصحراء في تسلسلها الزمني تبرز موقفا يقضي بمغربية الصحراء وتشبث المغاربة بأرضهم وبإخوانهم وبتاريخهم العريق والذي يحمل معه كل الحجج التاريخية والاجتماعية، جاعلا من وحدة المغرب بين شماله وجنوبه من طنجة إلى الكويرة واقعا حقيقيا غير قابل لأي جدال أو مناقشة.
ولا يخفى على العالم تاريخ 16 أكتوبر 1975، الذي سجل قرار المحكمة الخاص برأيها الاستشاري حول الصحراء، معتبرة بأن الصحراء المغربية كان لها مالك قبل استعمارها من طرف اسبانيا، وكذلك وجود روابط قانونية وولاء وبيعة، بين سلاطين المغرب والقبائل التي تقيم بها.
وتعتبر المواقف العربية والإفريقية إقرارا عظيما بحل قضية الصحراء المغربية، ومساندة للمغرب بجميع الوسائل من أجل تحرير أراضيه المغتصبة، والتي تم بعدها اعتراف محكمة العدل بالحقوق التاريخية للمغرب، حيث أعلن الملك الحسن الثاني، بتاريخ 6 نوفمبر 1975، بتنظيم مسيرة سلمية خضراء نحو الصحراء شارك فيها 350ألف مواطن، وهو حدث تاريخي فرض على الحكومة الاسبانية، ترتيب أوراقها، والقبول بالتفاوض مع المغرب في قضية صحرائه.
 ليس الهدف اليوم هو التذكير فقط بالمعاناة التي عاشها المغرب مع المستعمر ومع أطماع الطامعين في استغلال أرض الصحراء المغربية، بقدر ما هو التذكير بتاريخ الاحتفال باسترجاع الصحراء المغربيّة، الذي نزخر به سنويا بذكرى المسيرة الخضراء التي أعادت لنا جزءا من الأراضي المغربيّة، والتي رُفع فيها القرآن الكريم فوق رؤوس المغاربة وصورة ملك البلاد الذي أمر بخروج هذه المسيرة، بل وأصبحت المسيرة الخضراء رمزاً للإسلام وتاريخا مسجلا لاسترجاع الحق في سلم وسلام.
 وفي الاحتفال بالمسيرة الخضراء تجسيد إيمان للشعب المغربي بحقه المشروع في استكمال الوحدة الترابية للمملكة، والتزامه الراسخ بالتضحية في سبيل الدفاع عنها بكل ما يملك. وهي أيضا طريق وطيد ومتواصل يقوم على الإجماع الوطني، والتعبئة الشاملة من أجل النهوض بالتنمية المندمجة، والحفاظ على الوحدة والأمن والاستقرار بكل أنواعه.
ولا يجب أن تمر هاته الذكرى دون أن نذكر بأن جلالة الملك كان دائما يذكر ويؤكد على العمل الجاد وروح المسؤولية بخصوص القضايا الكبرى، والعمل على المبادئ التي أساسها الوضوح والطموح كمبادئ راسخة للسياسة الخارجية، والإرساء على أهمية الحوار المباشر والصريح ووضع كل الآليات الضرورية للحوار والتشاور.
حفظ الله ملك المغرب العظيم مجمد السادس أميرا للمؤمنين ونصره وأيده وأعانه ورزقه الصحة والعافية وطول العمر، ويحفظ صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن و الأسرة الملكية المغربية الشريفة. كما لا ننسى الدعاء للملوك الكرام محمد الخامس و الحسن الثاني طيب الله ثراهما، بالرحمة و الهناء في دار البقاء.
و نطلب من الله تعالى أن يكون لنا عونا و أن يحفظ ملك البلاد محمد السادس نصره الله و أيده.

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته. 

مواقع المملكة المغربية 
خديمة الأعتاب الشريفة 
إمضاء : الدكتورة عزيزة الطيبي.
قام بإعادة نشر مقال الدكتورة عزيزة الطيبي الأستاذ يوسف الإدريسي علمي( نيابة عن الشريف مولاي عبد الله بوسكروي ) و الأستاذ محمد نواري و الأستاذ عزيز فطامي و الأستاذ أحمد فاضل و الأستاذ و الكاتب الصحفي محمد الزايدي و الأستاذ محمد أمين علوي و الأستاذ عبد العزيز الزكراوي و الشريف مولاي ابراهيم محنش و الأستاذ زهير شمالي و الأستاذ عبد العالي لبريكي و الأستاذ أحمد بقالي و الأستاذ مصطفى خطاب المغربي و الأستاذة فايزة الإدريسي علمي و الأخوات الفاضلات فوزية لوكيلي و الشريفة إكرام ياسين و فاطمة نصفي ونور الهدى و الماجيدي السعدية… و باقي الأخوات و الإخوة الكرام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الملك محمد السادس قائدنا الأعلى و الله_الوطن_الملك شعارنا، والدفاع عن المصالح العليا للمملكة واجبنا.