المملكة المغربية : إقتراح للسادة الوزراء و نواب الأمة، و توضيح للشعب عن حقيقة من يعرقل الإصلاح بالمملكة ؟ و ما هي أبعاد التصريحات التي يدلي بها البعض ضد المؤسسة الملكية ؟...
مواقع المملكة المغربية
الرباط في 21 يوليوز 2018م.
ملاحظة هامة : يتحدثون عن معاشات البرلمانيين و الوزراء، و هناك من يتحدث عن ظروف بعضهم المزرية، حتى نضع حدا لهذا الجدل العقيم و هذا التضارب في الأقوال، نطالب بلجان مستقلة لجرد و التدقيق في ممتلكات و أرصدت السادة النواب و أعضاء الحكومة،و تفعيل من أين لك هذا، فمن كان قد إكتسب ماله بطرق مبررة و مشروعة و له ما يضمن عيشه بكرامة فلا معاش له،و من تبث أنه راكم أمواله من طرق غير مشروعة نطالب بمصادرتها و إرجاع الأموال إلى خزينة الدولة و متابعته قضائيا، و طبعا من كان فعلا محتاج و لا يمكن أن يعيش إلا بمعاش سوف يخصص له معاش... هذا ما يجب أن يطالب به كل مغربي حر و وطني صادق حتى نضع حدا للتلاعب بالمال العام و جعل البعض يتاجر بالسياسة كما يتاجر بالبقر و الأغنام (ما رأيكم أيها المواطنين ؟ ، و ما رأيكم يا نواب الأمة و يا وزرائنا المحترمين ؟ هل أنتم موافقون ).
أيها الشعب المغربي العظيم،هل تعلم مضمون رسالة المسمى حامي الدين القيادي في حزب العدالة و التنمية، إنها تعني إما أن نبقى في الحكومة ضدا على إرادة الشعب،لأن المتتبعين للشأن العام بالمملكة يعلمون أن غالبية الشعب أصبح يطالب برحيل الحكومة، و رسالة هذا المدعو حامي الدين تعني إذن أنه في حالة ما إذا قرر الملك إعفاء الحكومة من مهامها بأنهم سينزلون للشارع، كما كان يلمح دائما رئيس الحكومة السابق المدعو عبد الإله بنكيران، بأن الأسباب التي أدت إلى نزول حركة 20 فبراير للشارع لا زالت قائمة، تلميح فيه إما نبقى جاتمين على أنفس الشعب، و على كراسي الحكم و إما نشعل البلد، أناس يريدون أن يفاوضوا بإسم الشعب، و الكل يعلم أن حزبهم لم يحصل سوى على حوالي 8 في المائة من أصوات الناخبين... عن أي تفويض و عن أية شرعية يتحدث هذا الشخص، في الحقيقة لا يشكك عاقل في أن أكبر رسالة إحتقار وجهها المدعو حامي الدين للشعب المغربي هو عندما حاول توجيه أسهم النقد للمؤسسة الملكية، لو تفوه بهذا الكلام في فرنسا أو أية دولة ديمقراطية لقام الشعب بمظاهرات لن تنتهي إلا بإسقاط الحكومة، لماذا ؟ لأن هذا إحتقار لذكاء الشعب، إنسان بدل أن يلوم الحكومة على فشلها في تدبير الشأن العام، بدل أن يلوم الحكومة على قراراتها التي دمرت بها شعبا بكامله، حكومة لها صلاحيات دستورية واسعة،لكن كل قراراتها و التي إتخدتها بكامل إرادتها، قرارات دمرت القدرة الشرائية للمواطنين، و في عهدها تراجع المغرب دوليا في كل المؤشرات من تعليم، صحة، تنمية بشرية... حتى أصبحت دول عربية تعاني الحروب و الويلات مثلنا أو تتفوق علينا، لكن ماذا نقول لأناس بدل أن يقوموا بنقد ذاتي لأنفسهم و للقرارات التقشفية التي إتخدوها نراهم بكل وقاحة يهاجمون المؤسسة الملكية التي ذنبها الوحيد أنها تركت الحكومة تتحمل كامل مسؤولياتها الدستورية و تتمتع بكل إختصاصاتها...
أيها الشعب المغربي العظيم، ما أشبه اليوم بالبارحة، أناس يدخلون عالم السياسية، يكذبون على الشعب، يصلون إلى مراكز القرار في الحكومة، يسرقون و يراكمون الثروات و طبعا في الأخير يتملصون من المسؤولية و يرمون الكرة في ملعب الملك و المؤسسة الملكية، و هنا تعود بنا الذكرى عندما كنت في التانوي، و كان لذي حوالي 16 سنة، كنت ألقيت عرضا تحت عنوان "ما يقال، و ما كان يجب أن يقال "، كان عرضا تطرق إلى الأوضاع في المغرب و العالم العربي والإسلامي، عوالم يتحدث فيها المثقف عن أمر معين، بدل أن يتحدث عن حقيقة الأوضاع، و أنا ألقي العرض كنت أقلد حركات و طريقة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه،أتذكر الأستاذ كان خائفا جدا، لقد كان يخشى أن يصل الأمر إلى مسامع السلطة، فقلت له و قد كان يتوسل إلي أن أكف عن هذه الحركات، أستاذ لماذا أنت خائف؟ حتى و إن حضرت السلطة لن يفعلوا شيئا إطمئن، شيء طبيعي أن أقلد والدنا جميعا و أستاذنا و معلمنا جميعا الحسن الثاني.
... و جاءت مرحلة الشباب، و كنا نستمع إلى هذا الأستاذ أو هذا المعارض و هو ينتقد الملك، أو الأسرة الملكية، و آخر يدعو إلى قيام جمهورية، و هناك من ينتقد محيط الملك...كنت أستمع إليهم و هم يعيشون في بطولات وهمية ، كنت أستمع و ألزم الصمت بحكم أنني كبرت في أسرة كما يقال من دار المخزن، كما أن الطلبة أو من يعارضون كانوا لا يثقون فينا بحكم الإنتماء الأسري...
كبرت و إلتحقت بالعمل، لأعرف ما خفي عني من حقائق و أعرف الملك الحسن الثاني على حقيقته، صدمت كثيرا، و قلت في نفسي هل هذه حقيقة الملك الذي كان المعارضون يصورونه لنا و للناس أنه فرعون و جبار و طاغية...لأجد إنسان عادي بل قمة التواضع لدرجة أنه لا يتصرف كملك مع الناس، بل يجالس هذا العامل البسيط و هو يتجول في القصر، يحدث هذا العسكري البسيط بإبتسامة عندما تراها تشعر أنك أمام إنسان يكن لك كل الحب و الإحترام، بل إنسان يحب كل الناس، صرامته كانت فقط مع كبار المسؤولين من جنرالات و وزراء عندما يخطئ أحدهم،كان رئيس دولة بما في الكلمة من معنى، كما أن كل العاملين في القصر كان يشهدون بالأخلاق العالية و نبل و حسن المعاملة، سواء بالنسبة للملك الحسن الثاني قدس الله روحه أو الأمراء و الأميرات... (حتى لا أطيل عليكم، لأن هذا الموضوع سوف نخصص له مقالات مطولة قريبا إن شاء ).
و حينما دخلت أحزاب المعارضة إلى سدة الحكم في شخص الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي (رجل يستحق كل التقدير و الإحترام )، و بعد أن إنتقل المغفور له الحسن الثاني إلى جوار ربه، و جلوس محمد إبن الحسن، محمد السادس على عرش أسلافه الميامين و بعد مرور حوالي 19 سنة على الحكم، ها هو التاريخ يعيد نفسه، أشخاص ينشرون فيديوهات أو مقالات ينتقدون فيها الملك، أو الأسرة الملكية أو المحيط الملكي، و كما بقال فإن التاريخ لا يعيد نفسه ، و إذا أعاد تكون مهزلة.
أشخاص يتحدثون عن الملك محمد السادس ناسين أو متناسين أن الشعب المغربي يعرف حق المعرفة من هو محمد السادس أو محمد إبن الحسن بن محمد الخامس طيب الله ثراه.
مهما تحدثت أو أطلت الحديث لا يمكنني أن أفيه حقه، و شهادة حق، هو الملك المواطن، و الملك الإنسان، طيب القلب، يتأثر كثيرا حد البكاء إذا شاهد منظرا مؤلما، ملك شغوف بشعبه، ذائم السؤال عن أحواله، و هناك قصص وقعت له مع أناس كثر، لدرجة أنهم صدموا و تعجبوا من تواضع الملك، و سوف احكي قصة بسيطة وقعت له مع ضابط كان يدرب الملك على التزحلق على الجليد، بعد التداريب، وصل وقت الغداء، أراد الضابط أن يدهب للغداء، فقال له محمد السادس، سوف تتغدى معي، تشاركني طعامي، فجلس معه على نفس المائدة و أكل معه من غدائه الخاص بتواضع جعل الضابط يفقد التركيز، بل أكثر من هذا في الأخير قدم له الملك بذلته التي يتدرب بها هدية، بل هناك وقائع و أحداث سوف تجعل الشعب المغربي، يعرف عظمة ملكه و تواضعه، و كذلك باقي أفراد الأسرة الملكية، أما رجال المحيط الملكي، فإن الملك محمد السادس، يختارهم بعد دراسة معمقة و دراية بهم و بأخلاقهم العالية، و سبحان الله، الطيور على أشكالها تقع، فعندما أرى التواضع الكبير الذي يتحلى به رجال المحيط الملكي،أناس يحترمون القانون لدرجة أنهم يبتعدون عن الشبهات، لدرجة أن منهم من قد يأتيه أحد أفراد عائلته بخصوص مشكل ما فيقول له المعدرة لا يمكنني أن أتجاوز إختصاصاتي أو أخرق القانون، عائلتي مثل باقي الأسر المغربية، أخلاق و ثقافة عالية و هذا ما يجعلهم لا ينزلون إلى مستوى بعض البهلوانات و المهرجين السياسيين عندما يحاولون إقحامهم في جدالات فارغة و تافهة مثل عقول أولئك السياسيين، بل يعملون كما يفعل العقلاء و الحكماء، "إذا نطق السفيه فلا تجبه، فخير من إجابته السكوت " و بقوله تعالى في كتابه الكريم "و أعرض عن الجاهلين "صدق الله العظيم.
و من الأطر الوطنية ذات الكفاءة والخبرة العالية، الذين يتصفون بالأخلاق الحميدة، و مشهود لهم بالإخلاص للوطن و على هذا الأساس تم إختيارهم بجانب الملك، نخص بالذكر الإخوة الكرام بالديوان الملكي السادة فؤاد عالي الهمة و محمد رشدي الشرايبي و محمد منير الماجيدي و عبد اللطيف الحموشي و محمد ياسين المنصوري و عبد الحق الخيام و الجنرال عبد الفتاح الوراق و الجنرال قائد الدرك الملكي و باقي الإخوة الكرام المستشارين و مديرو و أعضاء الدواوين الملكية المدنيين و العسكريين...
و هنا من حقنا أن نطرح سؤال وجيه، إذا كان هذا حال الملك و رجال محيطه، من يعرقل إذن الإصلاح بالمملكة...؟
الجواب أن بعد الإستقلال تشكلت لوبيات قوية من رجال السياسة و رجال المال و الأعمال و رجال السلطة... لوبيات قد توغلت في كل جهات المملكة حتى أصبحت تشكل كما يقال دولة داخل الدولة، لوبيات مند عهد الحسن الثاني قدس الله روحه، يسرقون و ينهبون و في نفس الوقت ينتقدون الملك لكي يوجهوا أنظار الشعب إلى الملك و محيطه، و يتسنى لهم عمل ما يريدون، مثل ذلك اللص الذي يشعل النار في كوخ مهجور و يصرخ طالبا النجدة، يهب أهل الدوار لإطفاء الحريق، فيخلوا له الجو هو و عصابته لسرقة المنازل.
و هنا نقول للشعب المغربي، هل فكرت يوما في طرح أسئلة منطقية و البحث عن إجابتها؟
مثل لماذا عندما يكون مسؤول سياسي في المعارضة ينتقد الملك بشدة دون خوف، و عندما يكون في الحكومة يصبح مثل تلميذ أمام أستاذه، و عندما تنتهي مدة ولايته ينتفض و يعود إلى المعارضة؟
هل سألت نفسك كم خرج هذا المسؤول السياسي رابحا من الحكومة؟
هل سألت كم قبض مسؤول سياسي من إمتيازات تحت الطاولة لتمرير قرارات تقشفية تستهدف فقط الطبقة الفقيرة؟
أما من يسأل عن المعادن الثمينة و الثروات الباطنية، و قد راسلنا العديد من المواطنين يستفسرون حول ما يروج له بعض المعارضين من الخارج في فيديوهات عن الذهب و يتهمون الدولة يتهريبها، نقول للجميع بأن هذه مجرد شائعات، و الآن لدينا وزير منتخب يتحمل حقيبة وزارة الطاقة و المعادن، وزير حزبي مسؤول أمام من إنتخبوه و عليه أن يجيب على هذا السؤال أو يقدم إستقالته أحسن .
و هنا سوف أطرح سؤال بسيط عليك أيها المواطن حتى لا تبقى غافلا، لماذا رئيس الحكومة السابق قال عفا الله عما سلف و من إستفاد منها، الفقراء أم الأغنياء؟
عندما قام رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران بتحرير سوق المحروقات من إستفاد ؟ الأغنياء طبعا
لماذا يريدون إلغاء صندوق المقاصة الذي يدعم المواد الأساسية و لم يستهدفوا صندوق الدعم الفلاحي الذي يستفيد منه كبار الملاكين و الفلاحين الكبار؟
نعرف أن أبناء الميسورين يدرسون أبنائهم في المدارس الخاصة، إذن على من سبفرضون المال إذا تم إلغاء مجانية التعليم العمومي، و هل فكروا في النقص الذي سوف يشعر به أبناء الفقراء و المساكين أمام زملائهم بل و أي تعليم سيبقى أمام إهانة كرامة تلميذ بوشم فقير؟
يقولون أنهم سيمتحون الفقراء مبلغ 1000 درهم شهريا عند إلغاء صندوق المقاصة، هل فكروا في أن عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة التي تبيع الخبز لضمان قوت أبنائها، ماذا ستفعل إذا تضاعف ثمن قنينات الغاز و الدقيق و الزيت؟ حتما سوف يتوقفون عن بيع الخبز و تشرد عشرات الآلاف من الأسر.
بل هل فكرت هذه الحكومة في عشرات الآلاف من الفلاحين الصغار الذين يستعملون في المتوسط بين 10 إلى 20 قنينات غاز، حتما سيكون مصيرهم الإفلاس...
و هل فكرت الحكومة أصلا في الانعكاسات المستقبلية لتعويم الدرهم، و لماذا لم تلجئ لفرض ضرائب على كبار الفلاحين و المصدرين للمنتوحات الفلاحية بدل دعمهم، و فرض ضرائب على الثروة و ضرائب على من يستفيدون من إقتصاد الريع، من رخص الصيد بأعالي البحار، و مقالع الرمال و رخص النوادي الليلية و الحانات، و مراجعة رواتب كبار المسئولين و تعويضاتهم و إمتيازاتهم... ؟
و من فرض النعليم بالتعاقد ليضيع حلم الشباب بالاستقرار الأسري...؟
أيها المواطن المغربي ،فكر بنفسك من إتخد هذه القرارات؟ طبعا الحكومة.
من المتضرر؟ طبعا المواطن.
من المستفيد؟ طبعا أصحاب رؤوس الأموال.
إذن لماذا يأتي الآن من يريد أن يستغفل المواطنين و يحمل الأمر إلى الأشباح و الدولة العميقة؟ هل هذا إستحمار أو إستغباء للشعب؟
إذا قال بعض المهرجين و من يستفيدون من قربهم من الأحزاب السياسية أن الملك هو المسؤول، و أن رئيس الحكومة كانت عليه ضغوط، سوف نجيبهم كفى كذبا، لو كان نزيها لكان أشرف له أن يقدم إستقالته بدل إتخاذ قرارات كلها ضد الشعب... لكن للأسف هناك أناس تغيرهم و تغرهم المناصب القيادية في الحكومة و الامتيازات، لذلك على كل واحد أن يتحمل قراراته أمام الشعب، و كفي تملصا من المسؤولية.
لهذا لن تكون هناك عدالة إجتماعية إلا بإعفاء هذه الحكومة لتكون هناك مرحلة إنتقالية تديرها كفاءات وطنية عالية قادرة على القيام بإصلاحات حقيقية، حكومة جديدة لا تبيع ضميرها لإرضاء لوبيات المال و الأعمال...
حكومة تتخد قرارات لصالح الشعب و ليس ضده.
"إن أريد إلا الإصلاح ما إستطعت، و ما توفيقي إلا بالله، علبه توكلت و هو رب العرش العظيم " صدق الله العظيم.
و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
مواقع المملكة المغربية
خديم الأعتاب الشريفة
إمضاء :
الشريف مولاي عبد الله بوسكروي.
قام بإعادة نشر مقال الشريف مولاي عبد الله بوسكروي ،الأستاذ محمد نواري و الأستاذ عزيز فطامي و الأستاذ محمد أمين علوي والأستاذ يوسف الإدريسي و الأستاذ أحمد فاضل والكاتب الصحفي محمد الزايدي و الأستاذ عبد العزيز الزكراوي و الشريف مولاي ابراهيم محنش و الأستاذ زهير شمالي و الأستاذ عبد المجيد قبايلي و الأستاذ عبد العالي لبريكي و الأستاذ أحمد بقالي و الأستاذ مصطفى خطاب المغربي و الأستاذة فايزة الإدريسي علمي و الاخوات الفاضلات فوزية لوكيلي و الشريفة إكرام ياسين و فاطمة نصفي ونور الهدى.... و باقي الأخوات و الإخوة الكرام.